بوح الجروح (خاطرة بقلمي)

بسم الله الرحمن الرحيم



إلى متى سأظل أعيش في أرض غير أرضي، وأبيت في قوم ليسوا قومي؟!!

إلى متى ستظل العبرات تخنقني، والزفرات تذبحني ؟!!
حتى متى سأبيت تحرقني شهقات في الصدر تدميني ؟!

إن الصقر إن تحبسْه في قفصٍ يموت ..

فلن يطيق حياة الأسر والسكوت ..

فكيف به إن كان سجّانه من دعاة التحرر والحريّّة وليس من دعاة البطش والسكوت ؟!

إن الصقر –يا أحباب- إن تحبسه يموت ..
وإن تسْكنْه مع عصفور من غظه ينفجر .. قبل أن يموت..

فكيف إن يكن صقراً فوق أسره مكبلاً وقد وضع في قفص ومن حوله العصافير تلهوا وتلعب مزهوة فرحة بهذا القفص الكبير الحجم عليها .. والصقر بقربها تخنقه العبرات ويذبحه الرقود ..

يسائلُ العصافير من حوله –وقد هد متنه التعب يقصم ظهره كالسيف المهنود- :
كيف ترضون بالقعود؟!!!
أنسيتم الموت والنعوت ؟!!

فلا جواب ولا ردود ..!!


يطرق رأسه ويسير وحيداً شاحباً كالمطرود ..
هل يستقيل ؟!!
ترتد أصداء كلماته فلا إجابة أو ردود ..!!
وإنه لمجرم محرض إن حاول التعبير عن جور السلاسل والقيود ..!


فتَعساً لهذا الجمود ..
فتعساً لهذا الجمود ..


يا حسرة على أولئك العصافير!
ففي الدنيا حبس وآلام تهدّْ .. وعلى أفواههم لجامٌ صَدود ..
وفي الأخرى عذاب وإحراق وسدود !
يا حسرة عليهم ما دروا حجم الأهوال والرعود..
سحقا لهم من مرتضين للقعود ..


لكن صقراً يرتضي أن يموت ميتة عصفور .. حاشى ..
فالعصفور عصفور .. والصقور صقور ..
وهذا إنزال الناس منازلهم ..
فلا تحسبوا هذا غرور..